وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا
معاني أسماء الله الحسنى وتفسيرها :
أَيِ التَّسْمِيَاتُ الْحُسْنَى. وقَالَ آخَرُونَ: وَلِلَّهِ الصِّفَاتُ. وَهِيَ عِبَارَاتٌ عَنْ كَوْنِ اللَّهِ تَعَالَى عَلَى أَوْصَافٍ شَتَّى، مِنْهَا مَا يَسْتَحِقُّهُ لِنَفْسِهِ وَمِنْهَا مَا يَسْتَحِقُّهُ لِصِفَةٍ تَتَعَلَّقُ بِهِ، وَأَسْمَاؤُهُ الْعَائِدَةُ إِلَى نَفْسِهِ هِيَ هُوَ، وَمَا تَعَلَّقَ بِصِفَةٍ لَهُ فَهِيَ أَسْمَاءٌ لَهُ. وَمِنْهَا صِفَاتٌ لِذَاتِهِ. وَمِنْهَا صِفَاتُ أَفْعَالٍ.و سَمَّى اللَّهُ سُبْحَانَهُ أَسْمَاءَهُ بِالْحُسْنَى لِأَنَّهَا حَسَنَةٌ فِي الْأَسْمَاعِ وَالْقُلُوبِ، فَإِنَّهَا تَدُلُّ عَلَى تَوْحِيدِهِ وَكَرَمِهِ وَجُودِهِ وَرَحْمَتِهِ وَإِفْضَالِهِ. وَ"الْحُسْنَى" مَصْدَرٌ وُصِفَ بِهِ. وَيَجُوزُ أَنْ يُقَدَّرَ " الْحُسْنى " فُعْلَى، مُؤَنَّثُ الْأَحْسَنِ، كَالْكُبْرَى تَأْنِيثُ الْأَكْبَرِ، وَالْجَمْعُ الْكُبَرُ وَالْحُسَنُ
وقَوْلُهُ تَعَالَى: (فَادْعُوهُ بِها) أَيِ اطْلُبُوا مِنْهُ تعالى بِأَسْمَائِهِ، فَيُطْلَبُ بِكُلِّ اسْمٍ مَا يَلِيقُ بِهِ، تَقُولُ يَا رَحِيمُ ارْحَمْنِي، يَا حَكِيمُ احْكُمْ لِي، يَا رَازِقُ ارْزُقْنِي.
وقال تعالى (اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى) طه
احصاء أسماء الله الحسنى
وقال البخاري في صحيحه :حَدَّثَنَا أَبُو اليَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، حَدَّثَنَا أَبُو الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:(إِنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمًا، مِائَةً إِلَّا وَاحِدًا، مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الجَنَّةَ ) وأخرجه مسلم
دعانا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم الى أن نحصي أسماء الله الحسنى ، وها نحن نلبي دعوته فاجتهدت في إحصائها ، فاللهم ان كنت قد أحسنت فتقبل مني ، وان أخطأت فاغفر لي وارحمني فأنت الحليم الكريم .
واختلف المفسرون في معنى قوله صلى الله عليه وسلم ( من أحصاها ) فقيل : من حفظها . وقيل : من علمها ،
وقيل : من استخرجها من كتاب الله تعالى وأَحاديث رسوله صلى الله عليه وسلم لأَن النبي صلى الله عليه وسلم لم يعدّها لهم إلاَّ ما جاء في رواية عن أَبي هريرة وتكلموا فيها أي العلماء .
ولم تسرد أسماء الله الحسنى في الحديث عند الشيخين ، وانما جاءت في الرواية المشهورة التي رواها الترمذي في جامعه من رواية الوليد بن مسلم ،
وكذلك ابن حبان في صحيحه ، وأيضا عند ابن ماجه باختلاف في الأسماء ، وفي مستدرك الحاكم طريق ابن سيرين عن أبي هريرة .
أسماء الله الحسنى المذكورة في الأحاديث
لأبي هريرة في جامع الترمذي من رواية الوليد بن مسلم في " أسماء الله الحسنى ":قال الترمذي في جامعه:حدثنا إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني حدثني صفوان بن صالح حدثنا الوليد بن مسلم حدثنا شعيب بن أبي حمزة عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
(إن لله تعالى تسعة وتسعين اسما من أحصاها دخل الجنة ، هو الله الذي لا إله إلا هو، الرحمن ،الرحيم، الملك، القدوس، السلام ،المؤمن ، المهيمن العزيز ،الجبار ،المتكبر، الخالق ،البارئ ،المصور ،الغفار ، القهار ،الوهاب ،الرزاق، الفتاح ، العليم ، القابض ،الباسط ، الخافض، الرافع ،المعز ، المذل ،السميع ، البصير، الحكم ،العدل ، اللطيف، الخبير، الحليم ،العظيم ، الغفور، الشكور ،العلي، الكبير، الحفيظ، المقيت ،الحسيب ،الجليل الكريم ،الرقيب، المجيب ،الواسع، الحكيم ،الودود، المجيد، الباعث، الشهيد، الحق، الوكيل ،القوي، المتين ،الولي ،الحميد ،المحصي، المبدئ، المعيد ،المحيي، المميت ،الحي ،القيوم ،الواجد، الماجد، الواحد، الصمد، القادر، المقتدر، المقدم ،المؤخر ،الأول ،الآخر ،الظاهر، الباطن، الوالي ،المتعالي، البرّ، التواب ،المنتقم ، العفو ،الرؤوف، مالك الملك، ذو الجلال والإكرام، المقسط ،الجامع ،الغني ،المغني، المانع ،الضار ،النافع، النور ،الهادي، البديع ،الباقي ،الوارث ،الرشيد ، الصبور )
قال أبو عيسى :هذا حديث غريب .
وهكذا اخرجه الحاكم في مستدركه من رواية صفوان ، وفي طريق موسى بن أيوب ذكر ( المغيث ) بدلا من ( المقيت )
أقوال العلماء في أسماء الله المذكورة في حديث الترمذي
قال ابن حجر في فتح الباري : "واختلف العلماء في سرد الأسماء هل هو مرفوع أو مدرج في الخبر من بعض الرواة،
فمشى كثير منهم على الأول واستدلوا به على جواز تسمية الله تعالى بما لم يرد في القرآن بصيغة الاسم، لأن كثيرا من هذه الأسماء كذلك . وذهب آخرون إلى أن التعيين مدرج لخلو أكثر الروايات عنه " .
ونقل عن الفخر الرازي قوله : بجواز أن يكون المراد من عدم تفسيرها أن يستمروا على المواظبة بالدعاء بجميع ما ورد من الأسماء رجاء أن يقعوا على تلك الأسماء المخصوصة، كما أُبْهمت ساعة الجمعة وليلة القدر والصلاة الوسطى . فمشى كثير منهم على الأول واستدلوا به على جواز تسمية الله تعالى بما لم يرد في القرآن بصيغة الاسم، لأن كثيرا من هذه الأسماء كذلك . وذهب آخرون إلى أن التعيين مدرج لخلو أكثر الروايات عنه " .
- وقال ابن كثير في تفسير قوله تعالى (وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا ) الأعراف 180 : والذي عوَّل عليه جماعة من الحفاظ أن سرد الأسماء في هذا الحديث مدرج فيه ، وإنما ذلك كما رواه الوليد بن مسلم وعبد الملك بن محمد الصنعاني، عن زهير بن محمد: أنه بلغه عن غير واحد من أهل العلم أنهم قالوا ذلك، أي: أنهم جمعوها من القرآن كما ورد عن جعفر بن محمد وسفيان بن عيينة وأبي زيد اللغوي، والله أعلم
- وقال أبو سليمان الخطابي في شرح الحديث في كتابه "شأن الدعاء" :" إن لله تسعَة وتسعينَ اسماً" فيهِ إثباتُ هذهِ الأسماءِ المحصورةِ بهذا العددِ، وليس فيه نفيُ ما عَداها مِنَ الزيادةِ عَلِيهَا، وإنما وَقَعَ التخْصِيْصُ بالذكْرِ لِهَذهِ الأسماء؛ لأنها أشهر الأسْمَاءِ، وَأبيَنها معانيَ وأظهُرها، وجملةُ قَوْلهِ: "إن لله تسعة وتسعينَ اسْماً من أحصاها دخل الجنة" قضيةٌ واحدةٌ لا قضيتانِ، ويكون تمامُ الفائِدَةِ في خَبَرِ "إن" في قولهِ: "مَنْ أحْصَاها دَخَلَ الجنة"، لا في قولهِ: "تسعةً وتسعينَ اسْمَاً"، وإنما هوَ بمَنْزِلَةِ قَوْلكَ: إن لزيدٍ ألفَ دِرْهَم أعدها لِلصدَقَةِ. وَكَقَوْلكَ: إنَ لعمرٍو مائةَ ثوب مَنْ زارَهُ خَلَعَها عَلَيهِ. وهذا لا يدلُّ عَلَى أنهُ لَيْسَ عِنْدَهُ من الدراهِمِ أكثر مِنْ ألفِ درهم، وَلَا مِنَ الثيابِ أكثر مِنْ مائةِ ثوبٍ، وإنما دِلَالَتُهُ: أن الذِي أعده زْيدٌ مِنَ الدراهمِ للصدقةِ ألف درهم، وأن الذي أرْصَدَه عمروٌ من الثيابِ للخَلْعِ مائة ثوب،
والذِي يَدل على صِحةِ هَذا التأويلِ حديث عَبْدِ الله بنِ مسعودٍ، وقد ذَكَرَهُ محمد بن إسحق ابن خزيمة في المأثورِ:
أن النبي صلى الله عليه وسلم كانَ يدعو: "اللهم إني عَبْدُكَ، ابنُ عَبْدِكَ، ابنُ أمَتِكَ، ناصِيَتيْ بِيَدِكَ، ماضٍ في حُكْمُكَ، عَدْلٌ في قَضَاؤكَ، أسْألكَ بِكل اسمَ هُوَ لك سَميْتَ بِهِ نَفْسَكَ، أو أنْزَلْتَهُ في كِتَابِكَ أوْ عَلمْتَهُ أحَداً مِنْ خَلْقِكَ، أو اسْتَأثَرْتَ بِهِ في عِلْمِ الغَيْبِ عِنْدك) الحديث
أحمد في المسند، وابن حبان في صحيحه ، والحاكم في المستدرك
فَهَذا يَدُلُّكَ على أن لله أسماء لم يُنَزِّلْهَا في كِتَابِهِ، حَجَبَهَا عَنْ خَلْقِهِ، وَلم يُظْهِرْهَا لَهُمْ .
بيان أسماء الله الحسنى الصحيحة :
أي التي صحّ لنا احصاؤها من خلال دراستنا وطريقتنا :هو الله ، الرحمن،الرحيم ، الْإِلَهُ ، الرَّبُّ ،الْأَحَدُ ، الملك، القدوس، السلام ،المؤمن ، المهيمن ،العزيز ،
الجبار ،المتكبر، الخالق ،البارئ ،المصوّر ،الغفّار ، القهَّار ،الوهَّاب ،الرزَّاق، الفتاح ، العليم ، الْقَرِيبُ ،
السميع ، البصير، الحَكْمُ ،العَدْل ، اللطيف، الخبير، الحليم ،العظيم ، المبين ، الشكور ،العلي، الكبير،
الحفيظ، المُقيت ،الحسيب ، رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ ،الكريم ،الرقيب، المجيب ،الواسع، الحكيم ،الودود، المجيد،
الباعث، الشهيد، الحق، الوكيل ،القوي، المتين ،الوَلي ،الحميد ،المحصي،المبدئ، المعيد ،المحيي، المميت،
الحيّ،القيوم ، النَّصِيرُ ،الْشَّافي ،الواحد، الْصَّمد، القَدِير ،الأول ،الآخر ،الظَّاهر، الباطن، الْكَفِيل ،المتعالي،
البرّ، التوَّاب ، المعْطي ، العَفُو ،الرؤوف، مالك الملك، ذو الجلال والإكرام، المقْسط،الْمُحْسِن ،الغنِّي ،
المغْني، الْمَنَّانُ ، الدَيّان ، الْكَافِي ، خير الماكرين، النّور ،الهادي، البديع ،الباقي ، الْوَارِث ، ذُو الْمَعَارِجِ ،
ذُو الطَّوْلِ ، ذُو الْعَرْش ، الصَّادِق ، فَاطِرُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْض ، عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهادَة 99)
شرح طريقتي في أسماء الله الحسنى وأدلتها :
ولا نزعم أن الأسماء التي أحصيناه هي فقط أسماء لله دون ما عداها ، بل نقول أنها هي الأولى بالذكر في التسعة والتسعين اسما و التي أُمِرْنَا أن ندعو الله بها، نحمد الله فيما أصبنا ونستغفره مما أخطأنا ، مطمئنين على أننا قد سلكنا سبيل آيات قرآنه و الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد ،وصل اللهم على نبينا محمد وآله وسلم تسليما كثيراأولا : شروط الأسماء الحسنى المحصاة :
عَنْ جبير بن مطعم رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( لِي خَمْسَةُ أَسْمَاءٍ: أَنَا مُحَمَّدٌ، وَأَحْمَدُ وَأَنَا المَاحِي الَّذِي يَمْحُو اللَّهُ بِي الكُفْرَ، وَأَنَا الحَاشِرُ الَّذِي يُحْشَرُ النَّاسُ عَلَى قَدَمِي، وَأَنَا العَاقِبُ ) حديث متفق عليهفذكر اسمه "محمد" ضمن الخمسة الأسماء ، وعليه فالاسم العلم " الله " تحصى مع التسعة والتسعين .
وقال الله تعالى يخبر عن رسوله صلى الله عليه وسلم (مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ) الفتح ،وقال (وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ ) الصف،
ثم قال في حق رسوله (لَا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا ) النور، وقال مخاطبا (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ ) وقال (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ ) ،
وكأنه اشارة للمؤمنين بما يدعون الله من أسمائه الحسنى .
أَدْخَلَ الْقَاضِي أَبُو بَكْرِ بْنُ الْعَرَبِيِّ، عِدَّةً مِنَ الْأَسْمَاءِ فِي أَسْمَائِهِ سُبْحَانَهُ، مِثْلَ" مُتِمُّ نُورِهِ"، وَ"خَيْرُ الْوَارِثِينَ"، وَ"خَيْرُ الْمَاكِرِينَ").
قلت . وفي صحيح مسلم عَنْ ثَوْبَانَ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِذَا انْصَرَفَ مِنْ صَلَاتِهِ اسْتَغْفَرَ ثَلَاثًا وَقَالَ (اللهُمَّ أَنْتَ السَّلَامُ وَمِنْكَ السَّلَامُ، تَبَارَكْتَ ذَا الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ )
فثبت من أقوال العلماء والحديث الصحيح ، جواز إحصاء أسماء مثل" ذو الجلال والاكرام"، في أسماء الله الحسنى ودعائه تعالى بها أو بنحوها .
قلت ، ومن شروط احصاء الأسماء: 1- أن يكون في كتاب الله ، سواء كان نصا أو مشتقا من صفة أو صفة ،
أو نصّا في الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لكن بشرط أن يقابله أصل له في القرآن من صفة أو نحوها .
2- ويؤخذ من الاسم المكرر والمتصرف، أحْسَنُه وأَوْلاه ،مثل اختيارنا اسم الغفّار على اسم الغفور والْرَزّاق على الرّازِق .
3- أن يكون الاسم مستقلا بذاته لا يحتاج الى إقران اسم آخر للدعاء والسؤال به و يدلّ على صفة كمال حسنة ، مثل الضار النافع،
والقابض الباسط .
ثانيا : استدراكات على الحديث المشهور لأبي هريرة في جامع الترمذي من رواية الوليد بن مسلم في " أسماء الله الحسنى ":)
وجملة ما استدركناه من أسماء كالتالي :
1 - القابض 2-الخافض 3- الرافع 4- الضار 5- النافع 6-المانع 7- المعز8- المذل 9-الصبور 10- الرشيد 11-الواجد 12-الماجد 13-المقتدر 14- القادر 15- الوالي 16- المنتقم 17- الجليل .
18- الغفور 19- الجامع 20- المقدم 21- المؤخر . 22- الباسط.
وأسماء غيرها جاءت عند آخرين وأحصوها من الأسماء الحسنى لورودها في كتب السنّة ، لكن ليس لها أصل في كتاب الله مثل: 1- المسعّر 2- الجميل 3- الحيي .4- الستير 5- الحنّان 6- الرفيق 7- الطيب 8- السّبّوح 9- الجَواد .
ثانيا :أسماء متشابه تجتمع في أصل الصفة، عند الترمذي أو غيره :
مثل الماجد والمجيد - الواجد والغني - الولي والوالي والمولى - الملك والمليك - الغفّار والغفور - الكريم والأكرم – الواحد والوتر - الشاكر والشكور - الخالق والخلاّق – القادر والمقتدر والقدير- القاهر والقهّار - المتعال والأعلى .
ثالثا : خلو حديث الترمذي من أسماء حسنى هي أولى أن تحصى مما تكرر واستدرك وهي :
1- الربّ 2- والاله 3- والأحد 4- المبين 5- الرَّفِيعُ 6- النَّصِيرُ 7- والشافي 8- والقدير 9- والكفيل. 10- والمعطي 11- والمحسن 12- الْمَنَّانُ 13- الديان 14- القريب 15- الْكَافِي 16- الصادق 17- الْفَاطِرُ 18- خير الماكرين 19- ذُو الْمَعَارِجِ 20- ذُو الطَّوْلِ 21- ذو العرش 22- عالم الغيب والشهادة .فيكون جملة ما أضفناه اثنين وعشرون اسما .
يذكر أن أسماء "الرب والمبين والقريب والكافي والفاطر "جاءت في رواية من طريق موسى بن عقبة عن أبي هريرة في سنن ابن ماجه .
وأيضا في رواية ابن سيرين عن أبي هريرة ذكرها أيضا الخطابي في كتابه "شأن الدعاء " وزاد عليها فقال :
(الرَّبُّ –الحنان- المَنّانُ - البَاديِءُ - الكَافي- الدَّائِمُ- المَوْلَى- النَّصير- الجَمِيْلُ- الصادِق- المُحِيْطُ - المُبينُ- القَرِيْبُ- الفَاطِر- العَلامُ- المَلِيْكُ- الأكْرَم- المُدَبِّرُ- الوِتْرُ- ذو المَعَارِجِ-ذُو الطَّوْلِ- ذُو الفَضْلِ )وهي 22 اسماً .
وزاد حديث ابن ماجه فذكر ( القديم والصادق والمعطي والدائم وغيرها )
و الأسماء التي أضفناها هي أولى من أسماء مثل : ( الخافض والضّار والقابض والمانع والرشيد والصبور) ،
خاصة أن من الأسماء التي غفل عنها جاءت نصا في القرآن الكريم مثل ( النصير ).
أدلة جملة أسماء الله الحسنى التي لم تذكر في رواية الترمذي وكذلك المتنازع فيها :
1- اسم (الربّ) قال تعالى (وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ) طه ،و في صحيح مسلم قال(فَأَمَّا الرُّكُوعُ فَعَظِّمُوا فِيهِ الرَّبَّ )..
2- (الاله ) قال تعالى ( إِنَّمَا إِلَهُكُمُ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا ) طه ،
وفي صحيح البخاري عن ابن عباس (أَنْتَ إِلَهِي لاَ إِلَهَ لِي غَيْرُكَ )
3- و(المولى والنصير ) قال تعالى( وَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَوْلَاكُمْ نِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ) الأنفال
4-و( المبين ) قال تعالى (وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ ) النور
5- والقريب : قال تعالى (فَبِمَا يُوحِي إِلَيَّ رَبِّي إِنَّهُ سَمِيعٌ قَرِيبٌ ) هود
6- اسم " الديّان " جاء في حديث عبد الله بن أنيس رواه أحمد في مسنده والحاكم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم (يَحْشُرُ اللَّهُ الناس ) وفيه يقول (أَنَا الْمَلِكُ، أَنَا الدَّيَّانُ) .
أصل الديّان أي المجازي والحاكم ، وأصله في كتاب الله ،قال تعالى (فَلَوْلا إِنْ كُنْتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ تَرْجِعُونَهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ) أي غير مجزيين ،
قال الزمخشري : من دانه السلطان إذا ساسه ،وقال (أَإِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَإِنَّا لَمَدِينُونَ )الصافات، قال الطبري : يقول: أإنا لمحاسبون ومجزيُّون بعد مصيرنا عظاما ولحومنا ترابا.
7- واسم (الشافي ) ذكر في صحيح البخاري قال(اشْفِ وَأَنْتَ الشَّافِي ) وفي الكتاب قال تعالى ( واذا مرضت فهو يشفين )
8- 9- واعترض بعضهم على اسم (العدل) و(المقسط ) ، ففي صحيح مسلم( لَيُوشِكَنَّ أَنْ يَنْزِلَ فِيكُمْ ابْنُ مَرْيَمَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَكَمًا مُقْسِطًا)
قال تعالى (وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ ) الرحمن وقال( إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ) النحل، وقال (وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا) الأنبياء، وقال (فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ) و (وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ ).
قلت ،والله أولى من رسله بصفة الكمال والإسم الحسن فهو خير المقسطين والحاكمين ، وما أحبه الله تعالى وأمر به فهو متصف به ،
وكل كمال وشرف وجلال وحسن فالله أولى به من خَلْقه ،
وان كانوا يشترطون ورود الاسم في السنّة بصيغة المفرد المطلق ، فقد ورد اسم العدل والمقسط في حديث الترمذي وغيره في سرد أسماء الله الحسنى ، وانما كان استدراكنا لبعض الأسماء لمظنة حدوث الادراج ،ووجود الأولى منها في كتاب الله .
10-و(فاطر السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ) قال تعالى ( قُلِ اللَّهُمَّ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ) الزّمر ، ذكر "الفاطر" عند رواية ابن ماجه والحاكم ،
قال تعالى (فَسَيَقُولُونَ مَنْ يُعِيدُنَا ، قُلِ الَّذِي فَطَرَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ) الاسراء
11-و(المعطي ) قال تعالى(قَالَ فَمَنْ رَبُّكُمَا يَامُوسَى ، قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ) طه،
وفي صحيح البخاري عن معاوية (وَاللَّهُ المُعْطِي وَأَنَا القَاسِمُ) وعند مسلم ( وَإِنَّمَا أَنَا قَاسِمٌ وَيُعْطِي اللهُ )
12-و(رفيع الدرجات) 13- وذو العرش قال(رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ ذُو الْعَرْشِ يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ على من يشاء من عباده ) غافر
قال الطبري في تفسيرها : يقول تعالى ذكره: هو رفيع الدرجات . وقال ابن الجوزي في زاد المسير : قال ابن عباس يعني رافع السموات، وحكى الماوردي عن بعض المفسرين قال معناه عظيم الصفات..
و(ذو العرش ) قال تعالى (قُلْ لَوْ كَانَ مَعَهُ آلِهَةٌ كَمَا يَقُولُونَ إِذًا لَابْتَغَوْا إِلَى ذِي الْعَرْشِ سَبِيلًا ) ،
وفي الحديث (أنفق بلال ولا تخش من ذى العرش إقلالا ) (عن أبى هريرة ،أخرجه البزار ، والطبرانى ،قال الهيثمى: رواه الطبرانى فى الكبير ، وفيه مبارك بن فضالة وهو ثقة وفيه كلام وبقية رجاله رجال الصحيح ، ورواه الطبرانى فى الأوسط بإسناد حسن).
يقول الله تعالى (ذُو العَرْشِ المَجِيدُ ) البروج ، فتعجب لمن أخذ منه دليلا على اسم (المجيد) ، ثم يتغافل عن اسم (ذو العرش ) .
***واعترض بعضهم على (ذو الجلال والاكرام ) و( ذو العرش )
وزعموا أنها ليست أسماء ، وأن "ذو" من الأسماء الخمسة ، قلت لنا ،قوله تعالى ( يسألونك عن ذي القرنين ؟) سورة الكهف ، لمّا سألوا عنه بذي القرنين، فصحّ أنه إسم ، وقال تعالى (قُلْنَا يَاذَا الْقَرْنَيْنِ) قال النحويون من علامات الاسم أن تكون الكلمة مناداة .
وفي صحيح البخاري القصة المشهورة في السهو في الصلاة وفي الحديث قال (وَفِي القَوْمِ رَجُلٌ فِي يَدَيْهِ طُولٌ، يُقَالُ لَهُ: ذُو اليَدَيْنِ ) فصلح استعمال الصفة واطلاقها كإسم يُخْبر عنْه ويُدعَى به ويُخاطب به . وما دلّ على شيء محسوس أو معقول فهو إسم .
14-و(ذو الجلال والاكرام) قال تعالى (وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ ) و(تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ)
وها هو الرسول صلى الله عليه وسلم يدعو ربه ويثني عليه بأسمائه الحسنى "السلام" و"ذي الجلال والاكرام " في حديث ثوبان المتقدم.
15-الوارث 16- و(الصادق )قال تعالى (وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا) النساء و ( قل صدق الله ) آل عمران وقال( ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِبَغْيِهِمْ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ) الأنعام
وفي الحديث عند ابن ماجه (سيأتي على الناس سنوات خدّاعات، يصدّق فيها الكاذب، ويكذّب فيها الصادق ) ، فالله أولى من عباده باسم الصادق .
وأجمعوا على اسم (الوارث) من قوله تعالى(وَإِنَّا لَنَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ وَنَحْنُ الْوَارِثُونَ) الحجر وهو هو دليلنا ( وإنّا لصادقون ) على اسم (الصادق) .
17- و(النّور) في الحديث (أَنْتَ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا فِيهِنَّ )البخاري ، قال تعالى (اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ) النور
وقال (وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا ) الزّمر , فالله الرحيم ذو الرحمة ،وهو النّور ذو النور ، سَمّى الله خمس سور في كتابه بأسمائه الحسنى :الرحمن وفاطر وغافر والأعلى والنور.
18- و(الكافي) قال تعالى ( أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ ) الزمر ، وقال (فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) البقرة .
وفي الحديث ( الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَطْعَمَنَا وَسَقَانَا وَكَفَانَا وَآوَانَا , فَكَمْ مِمَّنْ لَا كَافِيَ لَهُ وَلَا مُؤْوِيَ» أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ .
وفيه حديث ضعيف (يا فاطمة إذا أخذت مضجعك فقولى الحمد لله الكافى) مسند الديلمي
19- وذو المعارج ، قال تعالى (مِنَ اللَّهِ ذِي الْمَعَارِجِ ) ،وفي الحديث عند أحمد (عن جابر بن عبد الله، قال: أهل رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر التلبية مثل حديث ابن عمر، قال: والناس يزيدون "ذا المعارج " ونحوه من الكلام والنبي صلى الله عليه وسلم يسمع فلا يقول لهم شيئا ). حكم الألباني : صحيح
20- وذو الطول ، قال تعالى (غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِي الطَّوْلِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ ) قال الطبري : (ذِي الطَّوْلِ) يقول: أي ذي الفضل والنعم المبسوطة على من شاء من خلقه; يقال منه: إن فلانا لذو طول على أصحابه، إذا كان ذا فضل عليهم.
21- ومالك الملك ، 22- وعالم الغيب والشهادة ،قال تعالى (قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ) آل عمران،
وقال تعالى (هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ)الحشر ، فهي أسماء جاءت نصا في كتاب الله،لكن بصيغة الاسم المركب، فكما هو الرحمن الرحيم فهو عالم الغيب والشهادة ،
ومن اشترط في إحصاء الأسماء الحسنى أن يرد الاسم في سياق النص مفردا مطلقا دون إضافة مُقَيِّدة أو قرينة ظاهرة تحدّ من الإطلاق ،
فلا يلزمنا شرطه ،حيث لم يجمع على ذلك أئمة علماء المسلمين عبر أربعة عشر قرنا ، أو حتى جمهورهم أو كثير منهم ، بل إن السلف فعلوه حين أدرجوه في روايات الحديث على قول من قال بادراج الأسماء ، ثم اتبعهم المسلمون عبر ثلاثة عشر قرنا ولم يشترطوا إفراد الأسماء وعدم تقييدها ....
23- و ( المحسن ) ، قال الله عز وجل (الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شيءٍ خَلْقَه ) و (وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا ) و (فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ )و(وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ) .
في الحديث (إذا حكمتم فاعدلوا وإذا قتلتم فأحسنوا فإن اللهَ محْسنٌ يحبُّ المُحسنين) ،
أخرجه الطبرانى فى الأوسط عن أنس ، قال الهيثمى : رجاله ثقات . وللحديث أطراف أخرى منها : "إن الله محسن" .
24- والمنّان ، في حديث أبي داود عن أنس، أنه كان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسا ورجل يصلي، ثم دعا: ( اللهم إني أسألك بأن لك الحمد، لا إله إلا أنت المنان، بديع السموات والأرض، يا ذا الجلال والإكرام، يا حي يا قيوم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "لقد دعا الله باسمه العظيم، الذي إذا دعي به أجاب، وإذا سئل به أعطى " ) .قلت . وأيضا في الحديث" بديع السموات والأرض" من الأسماء ( البديع ) ، وكذلك نادى الله بياذا الجلال والاكرام ،
قلت :وفي كتاب الله أصل لإسم المنّان قال تعالى (وَلَكِنَّ اللَّهَ يَمُنُّ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ ) ابراهيم .
قلت :والمنّان : الذي قطعك بعطائه العظيم وليس هذا إلا لله تعالى ، وقَبُح ذلك من المخلوقين لأن عطاؤهم أصله من عطاء الخالق، ولأنّ مَنَّهم مفسدٍ مؤذٍ للعباد .
25- 26-27- وأما الباعث والمحيي والمميت : فهي أسماء اختص بها الله لأنها صفات لا يقدر عليها أحد من خلقه فكيف لا تكون من أسمائه الحسنى قال(وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ) وقال (يَوْمِ الْبَعْثِ) وقال (قَالُوا يَاوَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا ) يس
وقال تعالى(إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ ) البقرة وقوله( فَانْظُرْ إِلَى آثَارِ رَحْمَتِ اللَّهِ كَيْفَ يُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ ذَلِكَ لَمُحْيِ الْمَوْتَى ) ،
(اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ هَلْ مِنْ شُرَكَائِكُمْ مَنْ يَفْعَلُ مِنْ ذَلِكُمْ مِنْ شَيْءٍ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ)الروم ،
فالبعث والاحياء والاماتة والخلق والرزق من صفات الله وأسمائه فهو الخالق والرازق والمميت والمحيي سبحانه عما يصفون .
إن الغاية من الاسم الأحسن أن يدلّ على صفة كمال ، فان وجدت الصفة فلا يمنع من اشتقاق الاسم منها ، والا كان تعسفا ، مادامت الصفة في كتاب الله ، وانما الاشتقاق مقيد باشتراط الكمال والاستحسان والتنزيه عن المعايب ، وأن تكون في سياق الآيات لوصف الله تعالى ،
وكل صفة تشين المخلوق ،فالله أبعد منها ومنزه عنها ، وكل صفة تزين وتجلّ المخلوق ، فالله أولى بها منه ،
وأيضا ولما بينّاه في البداية ، قول من فسّر الأسماء الحسنى ، فقال عنها (وَهِيَ عِبَارَاتٌ عَنْ كَوْنِ اللَّهِ تَعَالَى عَلَى أَوْصَافٍ شَتَّى ) وقال( وَمَا تَعَلَّقَ بِصِفَةٍ لَهُ فَهِيَ أَسْمَاءٌ لَهُ) .وقال آخرون في تفسير قوله تعالى( ولله الأسماء ) أي ولله الصفات .
وكأنّ الأصل في أسماء الله الحسنى أنها صفات لله الرحمن ، قال تعالى (قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ، أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى) الاسراء
قال الطبري في تفسيرها : بأيّ أسمائه جلّ جلاله تدعون ربكم، فإنما تدعون واحدا، وله الأسماء الحُسنى، وإنما قيل ذلك له صلى الله عليه وسلم، لأن المشركين فيما ذكر سمعوا النبيّ صلى الله عليه وسلم يدعو ربه: يا ربنا الله، ويا ربنا الرحمن، فظنوا أنه يدعو إلهين، فأنزل الله على نبيّه عليه الصلاة والسلام هذه الآية احتجاجا لنبيّه عليهم.
28- والكفيل :قال تعالى (وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلًا ) ، وفي صحيح البخاري ،في الرجل من بني اسرائيل جاء يستسلف رجلا وفيه
(قال: فَأْتِنِي بِالكَفِيل ، قال: كَفَى بِاللَّهِ كَفِيلًا، قال: صَدَقْتَ )
وبنفس صياغة دليلنا في كتاب الله ،جاء دليل المعترض على اسم( الكفيل) ،حينما أحصى (الحفيظ) حيث قوله تعالى ( وَرَبُّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ ) ، فأحصى منه الحفيظ رافضا دليل( الكفيل) وليس معه شيء فيه من السنّة .
29- والمبدئ والمعيد، قال تعالى ( إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ ) البروج ، والاسمان وردا في جميع روايات الأسماء،
وقال تعالى (اللَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ ) الروم وقال (قُلْ هَلْ مِنْ شُرَكَائِكُمْ مَنْ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ قُلِ اللَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ )يونس ،
فاسم الخالق قد يدّعيه بعض الخلق لذلك قال ( اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ ) لكن اسم المعيد ، لا يستطيعه أبدا من خلقه ، فهم قد يصنعون الصنعة ،
فاذا هلكت الصنعة وصارت حطاما فأنّي لهم اعادتها ، فسبجان الله المبدئ والمعيد .
30- و(الباقي) قال تعالى (كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ ) الرحمن ، وتدلّ على صفة البقاء لله تعالى .
31- و( الحَكَمُ ) قال تعالى (أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا ) و (إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ) الانعام، وقال(أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ )التين ، قالوا الحَكَمُ والحاكم واحد ، اما اسم الحكيم فهو من الحكمة وقال الجوهري الحكمة من العلم .
32- و(المحصي ) قال تعالى (وَأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَدًا) الجن و (وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ كِتَابًا) النبأ و(لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا ) مريم .
33- و(الهادي) قال تعالى (وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِياً وَنَصِيرا ) الفرقان ،وقال (مَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَا هَادِيَ لَهُ ) الأعراف وقال(رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى).وقال تعالى (إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ) قال الطبري في تفسيرها : وقال آخرون: عنى بـ"الهادي" في هذا الموضع: الله ، عن سعيد بن جبير: قال: محمد"المنذر"، والله"الهادي".قلت .وتواتر قول المسلمين واعتقادهم ،ومعاني آيات ربهم، بأن الله هو الهادي ، فكيف لايكون من أسمائه الحسنى ؟
34- 35- وهو (الغني المغني ) فقال تعالى عن نفسه (وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ )، وقال عن بعض عباده (يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ ) وقال (وَهُمْ أَغْنِيَاءُ ) فهو الذي أغناهم، قال تعالى (وَأَنَّهُ هُوَ أَغْنَى وَأَقْنَى ) وقال (حَتَّى يُغْنِيَهُمْ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ ) وقال (وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى ).
36- و (خير الماكرين) قال تعالى ( وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ ) و في حديث الترمذي عن ابن عباس :
(كان النبي صلى الله عليه و سلم يدعو يقول رب أعني ولا تعن علي وانصرني ولا تنصر علي وامكر لي ولا تمكر علي ) وقال :حسن صحيح
* تلك كانت بعض أدلة الأسماء الحسنى المحصاة ، أما بقية الأسماء فأدلتها ظاهرة واضحة في القرآن لاتحتاج إلى اشارة.
وفي صحيح البخاري القصة المشهورة في السهو في الصلاة وفي الحديث قال (وَفِي القَوْمِ رَجُلٌ فِي يَدَيْهِ طُولٌ، يُقَالُ لَهُ: ذُو اليَدَيْنِ ) فصلح استعمال الصفة واطلاقها كإسم يُخْبر عنْه ويُدعَى به ويُخاطب به . وما دلّ على شيء محسوس أو معقول فهو إسم .
14-و(ذو الجلال والاكرام) قال تعالى (وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ ) و(تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ)
وها هو الرسول صلى الله عليه وسلم يدعو ربه ويثني عليه بأسمائه الحسنى "السلام" و"ذي الجلال والاكرام " في حديث ثوبان المتقدم.
15-الوارث 16- و(الصادق )قال تعالى (وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا) النساء و ( قل صدق الله ) آل عمران وقال( ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِبَغْيِهِمْ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ) الأنعام
وفي الحديث عند ابن ماجه (سيأتي على الناس سنوات خدّاعات، يصدّق فيها الكاذب، ويكذّب فيها الصادق ) ، فالله أولى من عباده باسم الصادق .
وأجمعوا على اسم (الوارث) من قوله تعالى(وَإِنَّا لَنَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ وَنَحْنُ الْوَارِثُونَ) الحجر وهو هو دليلنا ( وإنّا لصادقون ) على اسم (الصادق) .
17- و(النّور) في الحديث (أَنْتَ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا فِيهِنَّ )البخاري ، قال تعالى (اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ) النور
وقال (وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا ) الزّمر , فالله الرحيم ذو الرحمة ،وهو النّور ذو النور ، سَمّى الله خمس سور في كتابه بأسمائه الحسنى :الرحمن وفاطر وغافر والأعلى والنور.
18- و(الكافي) قال تعالى ( أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ ) الزمر ، وقال (فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) البقرة .
وفي الحديث ( الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَطْعَمَنَا وَسَقَانَا وَكَفَانَا وَآوَانَا , فَكَمْ مِمَّنْ لَا كَافِيَ لَهُ وَلَا مُؤْوِيَ» أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ .
وفيه حديث ضعيف (يا فاطمة إذا أخذت مضجعك فقولى الحمد لله الكافى) مسند الديلمي
19- وذو المعارج ، قال تعالى (مِنَ اللَّهِ ذِي الْمَعَارِجِ ) ،وفي الحديث عند أحمد (عن جابر بن عبد الله، قال: أهل رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر التلبية مثل حديث ابن عمر، قال: والناس يزيدون "ذا المعارج " ونحوه من الكلام والنبي صلى الله عليه وسلم يسمع فلا يقول لهم شيئا ). حكم الألباني : صحيح
20- وذو الطول ، قال تعالى (غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِي الطَّوْلِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ ) قال الطبري : (ذِي الطَّوْلِ) يقول: أي ذي الفضل والنعم المبسوطة على من شاء من خلقه; يقال منه: إن فلانا لذو طول على أصحابه، إذا كان ذا فضل عليهم.
21- ومالك الملك ، 22- وعالم الغيب والشهادة ،قال تعالى (قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ) آل عمران،
وقال تعالى (هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ)الحشر ، فهي أسماء جاءت نصا في كتاب الله،لكن بصيغة الاسم المركب، فكما هو الرحمن الرحيم فهو عالم الغيب والشهادة ،
ومن اشترط في إحصاء الأسماء الحسنى أن يرد الاسم في سياق النص مفردا مطلقا دون إضافة مُقَيِّدة أو قرينة ظاهرة تحدّ من الإطلاق ،
فلا يلزمنا شرطه ،حيث لم يجمع على ذلك أئمة علماء المسلمين عبر أربعة عشر قرنا ، أو حتى جمهورهم أو كثير منهم ، بل إن السلف فعلوه حين أدرجوه في روايات الحديث على قول من قال بادراج الأسماء ، ثم اتبعهم المسلمون عبر ثلاثة عشر قرنا ولم يشترطوا إفراد الأسماء وعدم تقييدها ....
23- و ( المحسن ) ، قال الله عز وجل (الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شيءٍ خَلْقَه ) و (وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا ) و (فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ )و(وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ) .
في الحديث (إذا حكمتم فاعدلوا وإذا قتلتم فأحسنوا فإن اللهَ محْسنٌ يحبُّ المُحسنين) ،
أخرجه الطبرانى فى الأوسط عن أنس ، قال الهيثمى : رجاله ثقات . وللحديث أطراف أخرى منها : "إن الله محسن" .
24- والمنّان ، في حديث أبي داود عن أنس، أنه كان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسا ورجل يصلي، ثم دعا: ( اللهم إني أسألك بأن لك الحمد، لا إله إلا أنت المنان، بديع السموات والأرض، يا ذا الجلال والإكرام، يا حي يا قيوم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "لقد دعا الله باسمه العظيم، الذي إذا دعي به أجاب، وإذا سئل به أعطى " ) .قلت . وأيضا في الحديث" بديع السموات والأرض" من الأسماء ( البديع ) ، وكذلك نادى الله بياذا الجلال والاكرام ،
قلت :وفي كتاب الله أصل لإسم المنّان قال تعالى (وَلَكِنَّ اللَّهَ يَمُنُّ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ ) ابراهيم .
قلت :والمنّان : الذي قطعك بعطائه العظيم وليس هذا إلا لله تعالى ، وقَبُح ذلك من المخلوقين لأن عطاؤهم أصله من عطاء الخالق، ولأنّ مَنَّهم مفسدٍ مؤذٍ للعباد .
25- 26-27- وأما الباعث والمحيي والمميت : فهي أسماء اختص بها الله لأنها صفات لا يقدر عليها أحد من خلقه فكيف لا تكون من أسمائه الحسنى قال(وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ) وقال (يَوْمِ الْبَعْثِ) وقال (قَالُوا يَاوَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا ) يس
وقال تعالى(إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ ) البقرة وقوله( فَانْظُرْ إِلَى آثَارِ رَحْمَتِ اللَّهِ كَيْفَ يُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ ذَلِكَ لَمُحْيِ الْمَوْتَى ) ،
(اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ هَلْ مِنْ شُرَكَائِكُمْ مَنْ يَفْعَلُ مِنْ ذَلِكُمْ مِنْ شَيْءٍ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ)الروم ،
فالبعث والاحياء والاماتة والخلق والرزق من صفات الله وأسمائه فهو الخالق والرازق والمميت والمحيي سبحانه عما يصفون .
إن الغاية من الاسم الأحسن أن يدلّ على صفة كمال ، فان وجدت الصفة فلا يمنع من اشتقاق الاسم منها ، والا كان تعسفا ، مادامت الصفة في كتاب الله ، وانما الاشتقاق مقيد باشتراط الكمال والاستحسان والتنزيه عن المعايب ، وأن تكون في سياق الآيات لوصف الله تعالى ،
وكل صفة تشين المخلوق ،فالله أبعد منها ومنزه عنها ، وكل صفة تزين وتجلّ المخلوق ، فالله أولى بها منه ،
وأيضا ولما بينّاه في البداية ، قول من فسّر الأسماء الحسنى ، فقال عنها (وَهِيَ عِبَارَاتٌ عَنْ كَوْنِ اللَّهِ تَعَالَى عَلَى أَوْصَافٍ شَتَّى ) وقال( وَمَا تَعَلَّقَ بِصِفَةٍ لَهُ فَهِيَ أَسْمَاءٌ لَهُ) .وقال آخرون في تفسير قوله تعالى( ولله الأسماء ) أي ولله الصفات .
وكأنّ الأصل في أسماء الله الحسنى أنها صفات لله الرحمن ، قال تعالى (قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ، أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى) الاسراء
قال الطبري في تفسيرها : بأيّ أسمائه جلّ جلاله تدعون ربكم، فإنما تدعون واحدا، وله الأسماء الحُسنى، وإنما قيل ذلك له صلى الله عليه وسلم، لأن المشركين فيما ذكر سمعوا النبيّ صلى الله عليه وسلم يدعو ربه: يا ربنا الله، ويا ربنا الرحمن، فظنوا أنه يدعو إلهين، فأنزل الله على نبيّه عليه الصلاة والسلام هذه الآية احتجاجا لنبيّه عليهم.
28- والكفيل :قال تعالى (وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلًا ) ، وفي صحيح البخاري ،في الرجل من بني اسرائيل جاء يستسلف رجلا وفيه
(قال: فَأْتِنِي بِالكَفِيل ، قال: كَفَى بِاللَّهِ كَفِيلًا، قال: صَدَقْتَ )
وبنفس صياغة دليلنا في كتاب الله ،جاء دليل المعترض على اسم( الكفيل) ،حينما أحصى (الحفيظ) حيث قوله تعالى ( وَرَبُّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ ) ، فأحصى منه الحفيظ رافضا دليل( الكفيل) وليس معه شيء فيه من السنّة .
29- والمبدئ والمعيد، قال تعالى ( إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ ) البروج ، والاسمان وردا في جميع روايات الأسماء،
وقال تعالى (اللَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ ) الروم وقال (قُلْ هَلْ مِنْ شُرَكَائِكُمْ مَنْ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ قُلِ اللَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ )يونس ،
فاسم الخالق قد يدّعيه بعض الخلق لذلك قال ( اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ ) لكن اسم المعيد ، لا يستطيعه أبدا من خلقه ، فهم قد يصنعون الصنعة ،
فاذا هلكت الصنعة وصارت حطاما فأنّي لهم اعادتها ، فسبجان الله المبدئ والمعيد .
30- و(الباقي) قال تعالى (كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ ) الرحمن ، وتدلّ على صفة البقاء لله تعالى .
31- و( الحَكَمُ ) قال تعالى (أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا ) و (إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ) الانعام، وقال(أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ )التين ، قالوا الحَكَمُ والحاكم واحد ، اما اسم الحكيم فهو من الحكمة وقال الجوهري الحكمة من العلم .
32- و(المحصي ) قال تعالى (وَأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَدًا) الجن و (وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ كِتَابًا) النبأ و(لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا ) مريم .
33- و(الهادي) قال تعالى (وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِياً وَنَصِيرا ) الفرقان ،وقال (مَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَا هَادِيَ لَهُ ) الأعراف وقال(رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى).وقال تعالى (إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ) قال الطبري في تفسيرها : وقال آخرون: عنى بـ"الهادي" في هذا الموضع: الله ، عن سعيد بن جبير: قال: محمد"المنذر"، والله"الهادي".قلت .وتواتر قول المسلمين واعتقادهم ،ومعاني آيات ربهم، بأن الله هو الهادي ، فكيف لايكون من أسمائه الحسنى ؟
34- 35- وهو (الغني المغني ) فقال تعالى عن نفسه (وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ )، وقال عن بعض عباده (يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ ) وقال (وَهُمْ أَغْنِيَاءُ ) فهو الذي أغناهم، قال تعالى (وَأَنَّهُ هُوَ أَغْنَى وَأَقْنَى ) وقال (حَتَّى يُغْنِيَهُمْ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ ) وقال (وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى ).
36- و (خير الماكرين) قال تعالى ( وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ ) و في حديث الترمذي عن ابن عباس :
(كان النبي صلى الله عليه و سلم يدعو يقول رب أعني ولا تعن علي وانصرني ولا تنصر علي وامكر لي ولا تمكر علي ) وقال :حسن صحيح
* تلك كانت بعض أدلة الأسماء الحسنى المحصاة ، أما بقية الأسماء فأدلتها ظاهرة واضحة في القرآن لاتحتاج إلى اشارة.
تعليقك يهمنا